لقد كنت أرجو أن تجود بنائل ... فأخلف نفسي في الوعود رجاؤها
إذا قلت قد جادت لنا بنوالها ... أبت ثم قالت خطة لا أشاؤها!
والشعر لجميل والغناء فيه، وهذا الصوت من قصيدة من الغرّ منها هذا:
أعاذلتي فيها لك الويل فاقصري ... من اللوم عني اليوم أنت فداؤها
إذا قعدت في البيت يشرق بيتها ... وإن برزت يزداد حسنا فناؤها
قطوف ألوف للحجال يزينها ... مع الدل منها جسمها وحياؤها
فهذا ثنائي إن نأت وإذا دنت ... فكيف علينا ليت شعري ثناؤها
١٧٢- ومنهم- سعد المجدّع
مولى أم سليمان بن الحكم، ذكر غلب عليه التّخنيث، ورجل شارك النساء في التأنيث، وكان جدّ خبيث، ومجد سرى حثيث، إلا أنه لا يسري إلا إلى حان، ولا يسير إلا بحذاء ألحان، قبح عند الامتحان، ونقص عند الرجحان، وكان لا يرى إلا عقير عقار، أو عقيب خمار، أو في نادي نسوة، أو جاعلا نفسه لهن أسوة، يغلّ «١» بالخضاب يده، ويغلف بالسواد حاجبيه، ويلبس فاخر الثياب على خزى يحسده، ويقلب عنقه بالعقود، ليته بالسيوف قلده، وكان مع هذا الدّبر الذي فنيت فيه الزّبر، وقدّ به قميصه من دبر، زنّام زمر «٢»[ص ٣٩٣] وإمام غناء مشتبه الأمر، ومنبع طرب يسكر مثل ابنة الأعناب، ومنبت عيدان يا قبح ما تجني جناة الحسن من عنّاب.