كنا قد ذكرنا اتفاق الخوارزمية مع الصالح إسماعيل والناصر داود ومحاصرتهم دمشق وبها حسام الدين بن أبي علي، ولما وقع ذلك اتفق الحلبيون والملك المنصور إبراهيم صاحب حمص وساروا مع الصالح أيوب وقصدوا الخوارزمية فرحلت الخوارزمية عن دمشق، وساروا نحو الحلبيين وصاحب حمص والتقوا على القصب «٢» في هذه (٢٦٣) السنة، فانهزمت الخوارزمية هزيمة قبيحة وتشتت شملهم بعدها، وقتل مقدمهم حسام الدين بركة خان «٣» وحمل رأسه إلى حلب، ومضت طائفة من الخوارزمية مع مقدمهم كشلو خان الخوارزمي فلحقوا بالتتر وصاروا معهم وانقطع منهم جماعة [وتفرقوا في الشام وخدموا به]«٤» وكفى الله الناس شرهم.
ولما وصل خبر كسرتهم إلى الملك الصالح أيوب بديار مصر فرح فرحا عظيما، ودقّت البشائر بمصر، وزال ما كان عنده من الغيظ على إبراهيم صاحب حمص، وحصل بينهما التصافي بسبب ذلك.
وأما الصالح إسماعيل، فإنه سار إلى الناصر يوسف صاحب حلب فاستجار به، فأرسل الصالح أيوب بطلبه فلم يسلمه الناصر يوسف إليه، ولما جرى ذلك