فأجابهما معين الدين بن الشيخ إلى ذلك، ووصل إلى دمشق حسام الدين بن أبي علي بما كان معه من العسكر المصري، واتفق بعد تسليم دمشق أن معين الدين بن الشيخ مرض وتوفي بها «١» ، وبقي حسام الدين بن أبي علي نائبا بدمشق للملك الصالح أيوب، ثم إن الخوارزمية خرجوا عن طاعة الملك الصالح (٢٦٢) أيوب فإنهم كانوا يعتقدون أنهم إذا كسروا الصالح إسماعيل وفتحوا دمشق يحصل لهم من البلاد والإقطاعات ما يرضي خواطرهم، فلما لم يحصل لهم ذلك خرجوا عن طاعة الصالح أيوب، فصاروا مع الصالح إسماعيل، وانضم إليهم الناصر داود صاحب الكرك، وساروا إلى دمشق وحصروها، وغلت بها الأقوات، وقاسى أهلها شدة عظيمة لم يسمع بمثلها، وقام حسام الدين بن أبي علي الهذباني في حفظ دمشق أتم قيام.
وفيها، قصدت التتر بغداد، وخرجت عساكر بغداد للقائهم فلم يكن للتتر بهم طاقة فولوا منهزمين تحت الليل.
وفيها، توفيت ربيعة خاتون بنت أيوب «٢» أخت السلطان صلاح الدين بدار العقيقي، وكانت قد جاوزت ثمانين سنة، وبنت مدرسة للحنابلة «٣» بجبل الصالحية.
وفيها، لما تسلم الملك الصالح أيوب دمشق تسلمت نواب الملك المنصور صاحب حماة سلميّة وانتزعوها من صاحب حمص، واستقرت سلميّة في هذه