وأما قوله: إن الأمير يكون له مملوك يحمل لباسه، ومملوك يحمل سلاحه، فكلام قاله على ما رأى أو ظن، فأما أمراؤنا فمنهم من ملك ثمانمائة مملوك ثم كل على قدره.
[الوزارة]
قال ابن سعيد: وأما الوزارة فالسفاح أول من استوزر بالمشرق «١» وهي بها أعظم من المغرب، كأن الوزير نائب للخليفة أو الملك «٢»(ص ٦٨) . قلت: وهذا مما لا تفاضل فيه، فإن وزراء الغرب لو جمعوا أولهم وآخرهم، وباقيهم وغابرهم ما جاؤوا بواحد من مشاهير وزراء الشرق، ولا أقول هذا إلا بحق، وسأذكر من هؤلاء وهؤلاء ما يعرف به القول الصدق، ليعلم من أجال في هذا المكان نظره، وحقق منه خبره، في أي القطرين الوزراء الذين تفتقر إليهم الدول، ويقتصر عليهم الأمل، وتقرطس «٣» إلى الغايات سهامهم، وتقرطق «٤» بجليّ التصرّف أيامهم، ويفسح ديمهم «٥» نوالا، وتشمخ همهم بما بعد منالا، قد أرغمت أقلامهم معاطس «٦» الرماح حتفا، وأحرجت صدور السيوف وأغصّتها شرقا، فاحتاجت الملوك إلى مؤازرتهم، واحتالوا على إدناء مجالسهم ومزاورتهم، وكان منهم أرباب سيوف وأقلام ماضية، وبالبؤس والنعيم قاضية، وترفعوا عن رتبة