٢- السريّ بن أحمد الكندي المعروف بالرّفاء الموصلي «١» .
توفي سنة ستين وثلثمائة. كان معيديا تسمع به لا أن تراه، ٩٤/جريريا أدبه لا مرآه.
وكان فى أول/ صباه يرفو ويطرّز فى دكان بالموصل وهو يجتهد فى مواد الأدب ويحصّل، ثمّ ما زال يطرّز حتى ظهر بهذا الطّرز، وأسلم أجيرا للخياط فجاء تاجرا بمثل هذا البزّ، واتّخذ نسخ ديوان كشاجم ديدنه، ونسف ترابه وأدبه حتى استثار معدنه بحدّة ذهن حلّ به مرموزه، وشدّة تتبّع أخرج به مكنوزه، ثم كانت بينه وبين الخالديّين هنات «٢» أراد بها التغطية على محاسنهم، والتعمية على ما لا يصطاد شوارده إلّا من مكامنهم، وكان يأخذ نوادرهم البديعة (وبوادرهم)«٣» ممّا لا يجي به إلّا الفكرة السريعة فيخلطه فى ديوان كشاجم لينسب إليه وينسي من لم تنتجها قريحة ولود إلّا بين جنبيه «٤» .
قال ابن خلكان «٥» ما معناه: ولهذا اختلفت نسخ هذا الديوان، واختلّت إلى هذا