فاشتراهما معا، ولم يفرق لهما مجمعا، إلى أن فرق بينهما الدهر المشتت، وبت «١» اجتماعهما صرف الزّمان المبتّت.
١١٩- ومنهم- بنان جارية المتوكّل
وكانت تخجل القمر بصفحتها، والغزال بلمحتها، والقضيب المتأود بقدها، والتفاح الجنّي بخدّها، وتغير القلائد بنظمها الذي لا يحلّيه «٢» إلا مبسمها، ولا يضاهية إلا الثريا لمن يتوسمها، لا تجيء عريب لها بأصبع من بنان، ولا دنانير إلا مما لا يدّخر للامتنان، ولا سابقة لا تلحق إلا وهي معها في طيّ عنان.
قال الفضل بن العباس الهاشمي، حدثتني بنان الشاعرة المتوكلية قالت:
خرج المتوكل يوما يمشي في صحن القصر وهو يتوكأ على يدي ويد فضل الشاعرة فأنشد:«٣»[الطويل]
تعلّمت أسباب الرّضا خوف هجرها ... وعلّمها حبّي لها كيف تغضب
ثم قال لنا: أجيزا هذا البيت، فقالت فضل:«٤»[الطويل]
تصدّ وأبدي بالمودّة جاهدا ... وتبعد عنّي بالوصال وأقرب