ما يجري من المشرق إلى المغرب، ومنها ما يجري من المغرب إلى المشرق، ومنها ما يجري من الجنوب إلى الشمال، ومنها ما يجري من الشمال إلى الجنوب، وكل هذه الأنهار تبتدئ من الجبال وتنتهي إلى البحار وإلى البطائح، وفي ممرها المدن والقرى، وما فضل (٢٢٠) ينصب إلى البحار، وتختلط بالماء المالح، ثم يرق ويلطف ويتصاعد في الهواء بخارا، وتتراكم منه الغيوم، فتسوقه الرياح إلى الجبال والبراري وينزل هناك، ويجري في الأودية والأنهار ويسقي البلاد، ويرجع فاضلها إلى البحر، ولا يزال هذا دأبها، وتدور كالدولاب بتقدير العزيز العليم إلى أن يبلغ «١» الكتاب أجله.
ثم لا يشك في أن في جوف الأرض مسام ومنافذ، وفيها إما ماء وإما هواء، على ما قدمنا ذكره، فإن كان هواء فإنه يصير ماء، ويسير ويلحقه، أو بغير ذلك من الأسباب، أو ماء على حاله ومائيته مدد صلبة، فتمنعه من جهة أخرى، فلا يسع ذلك الأرض، فيشقها ويظهر على وجهها إن أمكن، وله قوة الخروج وليست للأرض.
[تتميم لما سبق]
ذكر أبو الريحان الخوارزمي «٢» في كتابه الآثار الباقية «٣» : أن باليمن ربما حفروا فبلغوا صخرة عرفوا أن تحتها ماء، فنقروها نقرة يعرفون بصوتها مقدار الماء،