وكانت ضرة الشمس، ومسرة النفس، قيد كل ناظر، وأمنية كل خاطر، لو حدرت في الليل قناعها لابيضت غرابيبه، «٢» واتّقدت بطلائع الصباح جلابيبه، أحسن من الريم سالفة وحدقا، وأكثر من الأغصان أعطافا ومعتنقا، هذا إلى صفاء فيه لا تناول «٣» ، وصفاء لا يقاس به الشمول، وإجادة في الشعر لا يعرف لذات خمار، ولا يعد للأخيلية «٤» معها إلا ما يحكى في أكاذيب الأسمار، تنحطّ عنها رتبة عليّة «٥» أخت إبراهيم، وترد عنان وقد أصبحت حدائقها كالصريم.
قال أبو الفرج في كتاب الإماء «٦» : كانت مولدة شاعرة مغنية متقدمة في الحالين على طبقتها، وكانت حسنة الوجه والغناء، أهداها عبد الله بن طاهر للمتوكل في جملة أربع مئة فيهن قيان وسواذج «٧» ، فتقدمتهن جميعا عنده،