[توفي سنة ثلاث وأربعمائة]«٢» . أمير لا يمارى، وملك بارى السحاب مدرارا، وسلطان تحضر يده ندى ويتلهّب فكره نارا، وجواد مطلق العنان أمن عثارا، وبطل يأتي بنجوم الظلام نثرا وهام الأبطال نثارا، وقائد جنود لا يطلب للمكاثرة أنصارا، ورائد وغى يرسل النّبل صمائم والرماح أغصانا والسيوف أنهارا، ومبيد عدى لا يدع منهم على الأرض ديّارا، وقاري ضيفان يوقد الدجنّة جل نار والأسنّة جلّنار. ذو خطّ ماذوى ولا انحطّ. كان يقول فيه الصاحب بن عباد: خطّ قابوس أم جناح طاووس. وقد وصفه العتبي ووصله بما اهتزّ له روضه الأدبيّ، كأنّ في كلّ قلب من خطّه شهوة، وفي كلّ ذوق من كلمه قهوة، لمعان تعب من يعانيها، ولعب من طلب بها اللّحاق وما قدر يدانيها، غضّة الأطراف، بضّة الأعطاف، رضّية الأوصاف، فضيّة الكؤوس بذهبيّ السلاف، وضيئة المخيلات الشراف. أجرى في الأفهام من الماء في المهنّدة الصقال، ٢٥٣/وأسرى/ في الكلام من البرق في السّحب الثقال. منية أديب وغنية لبيب، وحلية نهار يوشّع طرفاه بالتهذيب، ورمية طرف يجرح القلب وهو لا يتنحّى عن طريق سهمه المصيب. طائر في البلاد كأنّما نصب له الهلال