للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: القاضي كذب عليه فحصل له مراقيا «١» سوداوية، غارت إلى قلبه فقتلته سريعا. غير أني أشرب الخمر فأظهره الشراب إلى ظاهري، فأورثني الصفرة في جميع البدن، فأنا أبقى بعده مدة عينها، فاعتبرت قوله، فكان كما قال، وقلت له: أنت من كبار الفضلاء، ولك تصانيف في الطب ما تدفع عنك!، فقال: علة الموت ما لها دواء. وكان يتحسّر على نفسه.

قلت: وأنشدني القاسم بن المظفر بن محمود بن عساكر لنفسه إجازة في مرض الحكيم ابن القف المذكور: [الخفيف]

قيل إن ابن القف أشفى على المو ... ت ولم يبق منه غير رسيس

ما نرى طبه أفاد ولا رد ... د الردى عنه قول جالينوس

قلت كفوا أما سمعتم بما قيل ... وسارت به حداة العيس

لو نجا الطب فاضلا كان بقراط ... ولم يعبث الردا بالرئيس

إنما غاية الطبيب مع العلّ ... لة تخفيف ضرها المحسوس

قال الجزري: توفي أبو الفرج ابن القف في سنة خمس وثمانين وستمائة.

ومنهم:

١٤٦- المهذب يوسف كاتب الزردكاش

والناس فيه وفي النفيس على خلاف، ولكل واحد منهما فريق يتعصب له، ويقطع بتفضيله، والإنصاف أن النفيس كان أقعد بالعمليات، والمهذب كان أقعد بالعلميات، لكونه كان يشغله خدمة الأمراء عن المباشرة، وكان رأس أهل زمانه في التعليم والتقريب إلى الأفهام، وكان جامعا للطب، بارعا في فنونه،

<<  <  ج: ص:  >  >>