وكانت شمسا لا تصلح إلا لبدر، وقلبا لا يضم إلى كل صدر، لا تطرف له عنها عين غافية، ولا تكدر «٢» له في النطف صافية، وكانت تزري بالقضيب، وتسبي بالبنان الخضيب، وتسفه رأي الملك الضليل، إذ قال:(أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل)«٣» ، والصادق الحب جميل إذا شكا من حب بثينة التململ «٤» ، لا يعلق له بغيرها أمل، ولا يرى إلا أنه بها قد تم تمامه وكمل، لا تلائم جنبه إذا فقدها المضاجع، ولا [ص ٤٠] إذا وجدها قال جفنه للنوم متى أنت راجع، وكانت قمرية مجلسه، وأيكة دوحه النابت في مغرسه، ولها أصوات في أشعار مختارة، وكانت لا تميل إلا إلى هذا ومثله، ولا تعجب إلا به وبشبهه.
ومن أصواتها المشهورة:«٥»[الطويل]
وإن دما لا تعلمين جنيته ... على الحي جاني مثله غير سالم
ولكن لعمر الله ما طل مسلما ... كغر الثنايا واضحات الملاغم