للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

٧٥- نجم الدّين الخشكناكيّ

نجم كم أطلع هلالا، وأطعم مما حلا حلالا، ولم يزل كل ذي ورع ينتاب محله، ويختار من المآكل أحلّه، والعيون تترقب مواقيت تلك الأهلّة، وتتوثب إلى تواقيت تلك الأكلة، وللناس ولع بذلك الخشكنان، وطمع فيما يؤثر من سعد القرآن، فتعجل إلى منادي تلك الدور والدار، وترى طعام أهل الجنة ما خرج من تلك النار، فكانت لا تبرح ترى أفواجا على فرنها، وتسمع لجاجا في مفاخرة العصور الذاهبة بقرنها، ولهذا كم أقسم منها بنون، والقلم لكتابه وآثارها وما يسطرون.

كان رجلا أشقر طوالا، له حانوت بالسوق الكبير يعمل فيه الخشكنانك «١» ، ويبيعه، ويأخذ الثمن بالناقص، ويعطي بالزايد، ولا يرد درهما زائفا، بل يأخذه ويعطي به الخشكنانك، ثم يقص الدرهم ويرميه في النار، قصدا لتخفيف الزغل من نقود الناس ومعاملاتهم.

وكان إذا سمع أذان المؤذن ترك شغله، وأتى الجامع فصلى فيه في أول صف. وفي يوم الجمعة لا يتسبب بل يجعله مقصورا على القعود في مقصورة الخطابة، وانتظار الصلاة، حتى يصلي الجمعة.

وكان كثير البر والصدقة والمعروف، ونفقاته أضعاف مكسبه، وأمثال معاشه وسببه، وكان معروفا بالصلاح، مشهورا بالولاية، وله أحوال عظيمة، وأمور غريبة، وطريقة مثلى،

<<  <  ج: ص:  >  >>