١١٤- أبو القاسم عبد الرحمن بن علي ابن أحمد بن أبي صادق النيسابوري «١٣»
وكان صادق الطلب، صادع الليل، سرى بحسن المتطلب منقبا عن الحكمة يستثيرها من أماكنها، ويستديرها سرجا من مساكنها، ويستميرها أقواتا، ويستميلها قصبا تميل إليه انعطافا، وظباء تحسن إليه التفاتا.
قال ابن أبي أصيبعة:" هو طبيب فاضل بارع في العلوم الحكمية، كثير الدراية في الصناعة الطبية، له حرص بالغ في التطلّع إلى كتب جالينوس، وما أودعه فيها من غوامض الطب وأسرار العلم، شديد الفحص عنها، وكان فصيحا، بليغ الكلام، وما فسّره من كتب جالينوس في نهاية الجودة والإتقان، كما فعل في كتاب:" منافع الأعضاء" لجالينوس، فإنه أجهد نفسه فيه، وأجاد في تلخيص معانيه.
وقد قال في أوله:" وأما نحن فقد حرّرنا معاني هذا الكتاب شرحا للعويص، وحذفا للزائد، ونظما للتشتيت، وإضافة إليه".
قال صاحب" بغية الألبّاء"«٢» : وحدّثني بعض الأطباء أن ابن أبي صادق