حمود، فقتله واحتز رأسه، ورفعه على عود وأطيف به في تلك البلاد كأنه هدي تزف، لا يمل بالتشفي رؤيته طرف، ثم أدخل مالقة فثارت العامة على السطيفي فقتلوه، ونصبت رؤوسهما وعلقت، وركبا على خشبتين، وركبا منهما مطيتين بوارك لا تسير بهما، ولا تدني نوى مغتربهما، إلا أنهما من جذوع الرواحل، لا تطوى بها المراحل، أو قواعد وعمد، إلا أنها ليست ممدودة كأنهما عليها خشب مسندة، قيدت لهما من مرابط النجار [ص ٣٥] ، ونيطت بهما لما يجمع بينها وبينهما من قرب النّجار، وأخرج إدريس العالي من السجن، وبويع يوم الخميس سادس إحدى شهري جمادى سنة أربع وثلاثين وأربع مائة، ثم بويع بغرناطة قرمونة وما بينهما من البلاد، أنارت بالعدل مشارق زمانه، وأنالت من الفضل بوارق إحسانه، ثم أمطرتهم ديمة دراكا، وأرتهم غرّ الثنايا، فما استسقوا بشاما ولا أراكا «١» .
قال الشريف الغرناطي: وكان عدلا خيّرا، لم يزل على أحسن الأحوال، إلى أن ثار عليه ابن عمه محمد المهدي، فجرت بينهما حروب، كان الظهور فيها لابن عمه، فانخلع له، فسلم له الأمر، وذلك في رجب سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة، وكانت مدته ثلاث سنين وستة أشهر، ومات بعد ذلك بيسير.
٢٦- ذكر دولة المهديّ «٢»
أبي عبد الله محمد بن إدريس المتأيّد، بويع له بمالقة يوم خلع ابن أخيه