اعلم أن هذا مغلق لم يكن في عزمي أن أفتح بابه، ولا أتعرض إليه لأمرين:
أحدهما لأني أخشى توغر صدر عليّ. والثاني لأن فضل الشرق ظاهر كوضوح الشمس منه، فلا يحتاج إلى قول.
ثم إنني رأيت من أهل المغرب من يطاول ممتد الشرق بباعه القصير، ويكاثر بحره الزاخر بوشله «١» القليل، على أننا لا نجحد أن لكل منهما فضلا، وأن في كل منهما للمدح والذم أهلا، ولكنّ الأغلب يغلّب. وقد ذكر الله تعالى المشارق والمغارب في غير موضع من القرآن، فبدأ بالمشارق، وإن لم تكن الواو تقتضي الترتيب، ولكن/ (ص ٣)«٢» مداومة تقديم المشارق لا يخفى ما فيها من معنى، ومحاسن كل شيء غالبا في الشرق أكثر، ودست «٣» ما فيها كل سلطنة بها أعظم، ولا يخالف في هذا من لم ينازع الحقّ أهله، ولقد همّ ابن