قال وهب بن منبه «١» : كانت الأرض كالسفينة تذهب وتجيء، فخلق الله ملكا في نهاية العظم والقوة، أمره أن يدخل تحتها ويجعلها على منكبه، فأخرج يدا من المشرق، ويدا من المغرب، وقبض على أطراف الأرض فأمسكها، ثم لم يكن لقدميه قرار، فخلق الله تعالى صخرة مربّعة من ياقوتة خضراء، في وسطها سبعة آلاف ثقبة، يخرج من كل ثقبة بحر لا يعلم عظمه إلا الله. ثم أمر الصخرة حتى دخلت تحت قدمي الملك، ثم لم يكن للصخرة قرار، فخلق الله تعالى نورا عظيما له أربعون ألف عين، ومثلها آذان وأنوف وأفواه وألسنة وقوائم، ما بين كل اثنين منها مسيرة خمسمائة عام. فأمر الله تعالى هذا الثور فدخل تحت الصخرة فحملها على ظهره وقرونه، واسم هذا الثور كيونان. ثم لم يكن للثور قرار، فخلق الله تعالى حوتا عظيما لا يقدر أحد أن ينظر إليه، (٢١٥) لعظمه وبريق عينيه وكبرهما، حتى قيل لو وضعت البحار كلها في إحدى مناخره لكانت كخردلة في فلاة. فأمر الله تعالى الحوت أن يكون قواما لقوائم الثور، واسم هذا الحوت بهموت. ثم جعل قراره الماء، وتحت الماء هواء، وتحت الهواء ماء، وتحت الماء ظلمات، ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمات، هذا آخر كلامه.
وينبغي أن يعلم أن هذا من الإسرائيليات على تقدير صحته عن وهب، وعلى تقدير أن وهبا نقله عمن يوثق به، لكن البراهين تقتضي ترجيح أحد القولين في رده، بدليل نص القرآن في قوله تعالى وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ