للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

٤٠- أبو المبارك ابن أبي طالب

المبارك بن الأزهر سعيد، الملقّب الوجيه المعروف بابن الدهّان «١٣» النحوي الضرير الواسطي. استفسر الفضائل فأصبحت، واستنفر الفواضل «١» فأصحّت. ودعا العربية فأطاعت، ودعا إلى الفنون الأدبية فبذلت ما استطاعت. وبرع في النحو فقوّم صعدته، وقدّم للنجار «٢» عدّته. وكان على خفاء منهاجيه وانطفاء سراجيه ذا بصيرة بالحقائق منوّرة، وللدقائق مصوّرة. ينظر فطنته حوافيها، ولا يجد فطرته الخوافيها. فلبّسه الفضل حليته، ورأسه في حلبته، وكان مرج البحرين دون قلتيه، وسرهج النيرين عوض مقلتيه. ولد ببلده ونشأ به وحفظ القرآن هناك، وقرأ القرآن. واشتغل بالعلم، وسمع بها من أبي السوادي الشاعر. ثم قدم بغداد واستوطنها. وكان يسكن بالظاهرية وجالس أبا محمد ابن الخشاب.

وصحب أبا البركات ابن الأنباري، وجلّ ما أخذ عنه.

وسمع الحديث من أبي زرعة المقدسي. وتفقّه على مذهب أبي حنيفة بعد أن كان حنبليا، ثم شغر منصب تدريس النحو بالمدرسة النظامية، وشرط الواقف أنه لا يفوّض إلا إلى الشافعي المذهب، فانتقل الوجيه المذكور إلى مذهب الشافعي وتولّاه. وفي ذلك يقول المؤيد أبو البركات ابن زيد التكريتي. [الطويل]

ومن مبلغ عني الوجيه رسالة ... وإن كان لا تجدي إليه الرسائل

تذهّبت للنّعمان بعد ابن حنبل ... وذلك لمّا أعوزتك المآكل

وما اخترت رأي الشافعيّ تديّنا ... ولكنّما تهوي الذي منه حاصل

وعمّا قليل أنت لا شكّ صائر ... إلى مالك فانظر لما أنا قائل

<<  <  ج: ص:  >  >>