إن تأخّرت كتبي، أدام الله أيام مولاي، وجعلها موشحة بالخلود منسمة بالإقبال والسعود ما لاحت ذكاء «١» ، وطلعت الجوزاء بمحمد وآله، فنشر نبأي وإخلاص دعائي يشفع إليه، ويوصلني إلى ما أعوّل عليه من جميل صفحه، وحسن تجاوزه. وكيف لا أرجو ذلك، وقد حيي غصن حياتي بحيا «٢» جوده، وترعرع في ظل سعوده، فأطال الله بقاه، وصل أو قطع، وأهان أو أكرم.
وقوله نظما ونثرا:[الكامل]
يا غارسا بيدي أكفّ ظالما ... أترى به العافون وهو عميم
حاشا لمجدك أن أضام وأنت لي ... عضد وجاهي بالظلال وشيم
أو تستطيع يد الحوادث بسطة ... فيما يضعضعني وأنت سليم
حاش لله أن يعبث بي الزمان، وتهضمني العدوان، وأنا وسيم خدمته وغزير نعمته، لا سيّما وقد اعيرت اليّ حلقة عبيد، ألفيته مختارا لذلك، رغبة في معاليه، معترفا بأنعمه وأياديه، وقد صدر إليه تصور عبده من يد خصمه، مع تقدّم علمه بعناية فلان في إصلاح حاله وإعشاب أمحاله.
قال ابن المستوفي: وما أعلم الأبيات الميمية له أم لا، والظاهر أنّها له.