حدّثني أيضا هؤلاء الفقهاء أنّ صاحب هدية أقوى إخوانه من ملوك هذه الممالك السبعة، وأكثر خيلا ورجالا، وأشدّ بأسا على ضيق بلاده عن مقدار أوفات، وهذه البلاد طولها ثمانية أيام، وعرضها تسعة أيام، وعرضها تسعة أيام، ولملكها من العسكر نحو أربعين ألف فارس من غير الرّجّالة فإنهم خلق كثير مثل الفرسان مرتين أو أكثر، وهم في زيّهم ومعاملتهم وما يوجد عندهم من الحبوب والفواكه والبقول مثل أرابيني ودوارو، وبلاد هدية تلي أرابيني، وإلى مدينة «٢» تجلب الخدّام من بلاد الكفار.
حدّثني الحاجّ فرج الفويّ التاجر أنّ صاحب أمحرة يمنع من خصي العبيد، وينكر هذا ويشدد فيه، وإنما السّرّاق تقصد مدينة اسمها وشلوا «٣» بفتح الواو والشين المعجمة واللام، وأهلها لا دين عندهم فيخصى بها العبيد، ولا يقدم على هذا في جميع بلاد الحبشة سواهم، وكذلك التجار إذا اشتروا العبيد وخرجوا بهم يعرجون إلى وشلوا ليخصوهم بها لأجل الزيادة في الثمن، ثم يحمل كلّ من خصي إلى مدينة هدية، فتعاد عليهم الموسى مرة ثانية لينفتح مجرى البول لأنّه يكون قد استدّ عند الخصي بالقيح، ثم إنهم يعالجون بهدية إلى أن يبرأوا؛ لأنّ أهل وشلوا (٤٨٣) ليس لهم معرفة بالعلاج، فسألت الفويّ لأيّ شيء تختصّ بهذا هديه دون بقية أخواتها، فقال: