أبوه خوارزم شاه محمد بن تكش وكان يكتب خادمه المطواع منكبرتي ثم بعد أخذ أخلاط خاطبه بعبده، وكان يكتب إلى ملك الروم وملوك مصر والشام اسمه واسم أبيه، ولم يرض أن يكتب لأحد منهم خادمه أو [أخاه]«١» أو غير ذلك، وكان علامته على تواقيعه: النصر لله وحده، وكان إذا كاتب صاحب الموصل أو أشباهه يكتب [له]«٢» هذه العلامة تعظيما عن ذكر اسمه وكان يكتب العلامة بقلم غليظ، وكان جلال الدين يخاطب بخداوند عالم أي صاحب العالم، وكان مقتله في منتصف شوال هذه السنة، أعني سنة ثمان وعشرين وست مئة، آخر كلام المنشئ.
وفي سنة تسع وعشرين وست مئة «١٣»
استولى التتر على بلاد العجم كلها والخليفة المستنصر بالعراق.
ثم ارتحل في هذه السنة الملك الأشرف وأخوه الكامل من ديار مصر، فسار الأشرف إلى البلاد الشرقية، وسار الكامل إلى الشّوبك، واحتفل له الملك الناصر داود ابن الملك المعظم عيسى بن العادل (٢٢٦) أبي بكر بن أيوب احتفالا عظيما بالضيافات والإقامات والتقادم وحصل بينهما الاتحاد التام، وكان نزول الملك الكامل باللّجّون قرب الكرك من العشر الأخير من شعبان هذه السنة، ووصل إليه باللّجّون الملك المظفر محمود صاحب حماة ملتقيا، وسافر الناصر داود مع الكامل إلى دمشق، واستصحب الملك الكامل معه ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب، وجعل نائبه بمصر ولده وولي عهده الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن الكامل بن العادل بن أيوب، ثم سار الملك الكامل ونزل سلميّة