وصفد مدينة في سفح جبل، صحيحة الهواء، خفيفة الماء يحمل إليها (المخطوط ص ٢٧٥) الماء على الدواب من واديها، وبها عين ماء لو أنها دمع لما بلت الآفاق، ولا ملت بلى البكاء به الأحداق وأكثر ما يدخل أهلها حمامات الوادي بها، ولا يرضى حمامات المدينة لقلة مائها، وسوء بنائها، وبها عسكر من الجند.
والحلية وهي على مسافة يومين من دمشق فحكها حكمها، وكل ما يوجد بدمشق فيها مما هو من صفد وبلادها، ومما هو مجلوب من دمشق إليها، وهي إلى جانب عكا، وقد خربت «١» عكا، وبقيت هي مدينة ذلك الساحل، وقاعدة ذلك «٢» ، ولها قلعة قل أن يوجد لها شبيه، كأنما عليها من ذهب الأصيل تمويه، ولا تردم السحب إلا من جنب، ولا يطوف عليها سوى الشفق مدام عليه من مواقع النجوم حبب، ولا تجاور الأرض إلا وهي إذا رامت السماء لا يعوقها بسبب، ولما فتحها الملك الظاهر بيبرس، عظم أمرها وهي تستحق التعظيم، وتستوجب الرفعة، بما رفع الله من بنائها العظيم، ولقد ذكرها ابن الواسطي الكاتب فقال: وقلعة صفد بنتها الفرنج، وكانت أولا تلا عليه قرية عامرة تحت برج اليتيم، بنتها الداوية في سنة خمس وتسعين وأربعمائة.
وقال: وهي قلعة حصينة على جبل يحتف «٣» به جبال وأودية، ولها أحد عشر عملا، وهي (ولاية برها)«٤»