والعيش أولى ما بكاه الفتى ... لابد للمحزون أن يسلى
قال: فما زلت أزمر هذا الصوت وأكرره، وقد تناول المعتصم منديلا بين يديه، فما زال يبكي وينتحب حتى كاد بدموعه ينتقب، ثم رجع إلى منزله فاحتضر، وجاءه من الموت أمر قد قدر، وجعل يقول: ذهبت الحيلة، ليست حيلة، إلى أن مات لثمان عشرة مضت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين بسامراء، ومدته ثمان سنين وثمانية أشهر ويومان، ومولده سنة سبع وتسعين ومائة، ولما مات صنع للواثق لحنا وغنى به فيه وهو:
[الوافر]
أبت دار الأحبّة أن تبينا ... أجدك ما رأيت بها معينا
تقطّع حسرة من حبّ ليلى ... نفوس ما أثبن وما جزينا
ثم:
٦٣- دولة الواثق بالله
أبي جعفر هارون «١» بن محمد المعتصم، ولما ولي استمر بعوائد أبيه وعمه