إلى أن سرى سرّ الوشائع شائعا ... وتصبح رهوا أرضها كسماها
فكم ليلة بتنا نرى البدر أخته ... بها ويرينا في السماء أخاها
وكذلك صوته:[المديد]
ما هوى إلا له سبب ... منه يبدو ثم ينشعب
وكذلك صوته:[مخلع البسيط]
أبعدتني عنك بعد قربي ... يا ليت شعري ما كان ذنبي
لهفي لعيش قد كنت فيه ... أدعوك يا منيتي بلبّي
وقال الجمال المشرقي: والشعر لابن الكرخي، والغناء فيه في الراست ونفق به ابن غرّة برهة من العمر وحصل به جدى كثيرا.
١٤١- ومنهم- القاضي محمّد العوّاد
ويعرف بابن القاضي أيضا، وكان من مغاني صاحب حماة الذين شرّفوا إليه بالانتساب، وعرفوا لديه بالاكتساب، وكان ممن يحضر في يده العود، ويبيض به وجوه الليالي التي لا تعود، وكان في لسانه ثقال، حتى إذا غنّى لم ير مثله في طلاقة اللسان، والطاقة التي ما لأحد في هذا الباب نظيرها من الإحسان، وأتى دمشق بعد انهدام ذلك المغنى «١» المشيد، وانقضاض ذلك الركن السديد، فأقام به مسترزقا، ولباقي أيام عمره فيها منفقا.