لما بعثت فلم توجب مطالعتي ... وأمعنت نار شوقي في تلهّبها
ولم أجد حيلة تبقي على رمقي ... قبّلت عينيّ رسولي إذ رآك بها «٢»
ومنهم:
٢٩- أبو الفتح عثمان بن جني «١٣»
الموصلي النحوي، صاحب التصانيف؛ ناهيك به من أعور، عينه نضّاخة «٣» ، وأرضه مما تنبت سوّاخه «٤» . لم ير مثله في توجيه المعاني وشدّ بيوت القصائد الوثيقة المباني. وكان أبو الطيب المتنبي إذا سئل عن معنى قاله، أو توجيه إعراب حصل فيه إغراب دلّ عليه، وقال: عليكم بالشيخ الأعور ابن جني، فسلوه فإنه يقول ما أردت، وما لم أرد. ما أبقى له نهدا وفخرا بمثله يتميز، وبفضله يتعزّز.
قال ابن خلكان: كان إماما في علم العربية، وقرأ الأدب على أبي علي الفارسي ثم قعد