كذا وكذا؟، [وأنكم تعمرون الحمام بعد موتي] . وهذا ما يصير، ولا يعمّر هذا الحمام لا في حياتي، ولا بعد موتي، فاعتذروا إليه.
قال ابن اليونيني: وأنا والله رأيت التجيبي «١» وهو نائب الشام وكان معظم يونين وقد همّ بعمارة حمام يونين، واشترى القدور، وسائر الآلات، [ولم يبق إلا عمارته] ، ثم اتفق ما صرفه عن ذلك، ثم [انتقل الخبر إلى الأمير عز الدين أيدمر الظاهري متولي نيابة السلطنة بالشام بعده، فشرع في ذلك]«٢» ، واهتم به أعظم ممن تقدّمه، وحفر الأساس، ثم بطل بموانع سماوية! «٣» .
ومنهم:
٦٣- يوسف القمّيني «١٣»
رجل كان لا يريد في الأرض علوّا، ولا فيما لم يرض غلوّا، فاتخذ الذلّ عزّا، والفقر كنزا، وجعل الدنيا مسافة جدّ في قطعها، وشجرة خبيثة جهد في قلعها، وباغية جرّد عزائمه لقمعها، وعلة ضارية جلد نفسه على منعها، فعوّض بالأعلى عن الأدنى، وبدل له اللفظ بالمعنى، وتوقد منه أي جذوة، وأدلج ليلا وأوّب، وأبهج لألاء والنجم في غرته قد صوّب.
كان مأواه القمامين «٤» والمزابل بدمشق، وغالب أوقاته يكون بقمّين حمام نور الدين الشهيد، بسوق القمح بدمشق.