لم يعد بعد معهما كارع في لجام، ولا بعدهما إلا خالع الألجام، جلّيا كل مبهم، وتجليا كغرّة الأدهم. فالأول:
٥٠- اسقليبيوس بن ريوس «١٣»
متطبّب لا يقرن بأهل الجدّ إلا إذا هزل، ولا يقرب من مطمح النجم إلا إذا نزل، يجله من تعقّله، ويجهله من ظنّ أنه مع البحار الزاخرة قد تمقّله.
عزت إليه الحكماء طبها، وأعزت خطبها، لما أخذ عنه من علم جليل، كم أعاذ من مندم، وصان من دم، وبصّر أعمى، وأثر نعمى، وأخمد من نار سوء المزاج العائث ما تضرّم، حتى لم يبق جسم نحيل يتوجّع، ولا أم عليل تتفجّع. ترفوا به الأعلّاء «١» ملابس صحتها، وترفل بطبّه الأصحّاء في مجرور ذيل فسحتها.
قد اتفق كثير من قدماء الفلاسفة والمتطّببين على أنه أول من ذكر من الأطباء، وأول من تكلّم في الطب على طريق التجربة.
وكان يونانيا، ولليونان جزيرة كانت للحكماء من الروم ينزلونها، فنسبوا إليها.
وقال أبو معشر «٢» :" إن بلدة من المغرب كانت تسمى: أرغس، وكان أهلها يسمون أرغيزا، ثم سميت: أيونيا، وسمي أهلها: اليونان. وكان ملكها أحد ملوك الطوائف، وأول من اجتمع له ملك أنونيا، من ملوك اليونانين كان اسمه