ويطرب الجميع بلطائف الأغاريد، يسكر سامعه وما شرب بنت حان «١» ، ويهتز وما حركه سوى ألحان، تأخذ منه السعود بنصيب، ويعيد على العود شبابه وهو غصن رطيب، من كل مطرب ومطربة فاقا، وقاتا في صناعتهما حذّاقا، كما قال الحريري في جارية، قال: إن قرأت (ص ١١) شفت المفؤود، وأحيت الموءود، وخلتها «٢» أوتيت من مزامير آل داود، وإن غنت ظلّ معبد «٣» لها عبدا، وقيل سحقا لاسحاق وبعدا «٤» ، وإن زمرت أضحى زنام عندها زنيما «٥» ، بعد أن كان لحيله «٦» زعيما، وإن رقصت أمالت العمائم عن الرءوس، وأنشتك «٧» رقص الحبيب في الكؤوس؛
[قول ابن بسام في خطبة كتاب الذخيرة]
وهذا أديب الأندلس بل الغرب أبو الحسن علي بن بسام «٨» قد قال في خطبة كتاب الذخيرة، وقد ذكر ما لأهل الأندلس من فضل أدب