سنطماس وبينها وبين طرابلس الميناء، فلما أخذت طرابلس هرب إلى الجزيرة المذكورة، وإلى الكنيسة التي بها عالم عظيم من الفرنج، فاقتحم العسكر الإسلامي البحر وعبروا بخيولهم سباحة إلى الجزيرة فقتلوا [جميع]«١» من بها من الرجال وسبوا النساء والصغار وأخذوا المال «٢» ثم عاد السلطان إلى الديار المصرية، وأعطى صاحب حماة دستورا فعاد إلى بلده.
وفيها مات قبلاي قان بن طلو بن جنكز خان، وكانت قد طالت مدته، وجلس بعده ولده شرمون «٣» في ملك التتر بالصين.
وفي سنة تسع وثمانين وست مئة «١٣»
في سادس ذي القعدة [توفي]«٤» السلطان الملك المنصور قلاوون «٥» ، وذلك أنه خرج من مصر بالعساكر عازما على فتح عكّا، وبرز إلى مسجد التّبن «٦» ، فابتدأ مرضه بالعشر الأخير من شوال بعد نزوله في الدّهليز، وأخذ المرض يتزايد به حتى توفي يوم السبت سادس ذي القعدة بالدّهليز.
وكان جلوسه في الملك يوم الأحد ثاني عشري رجب سنة ثمان وسبعين