للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٦- ومنهم- ميمون الجوهريّ [أو الجهوريّ] «١»

وهو ممن جهر به النداء، وجأر بتفضيله الأعداء، لاذببني جهور حتى نسب إلى ولائهم، وحسب واحدا منهم لما غمر من آلائهم، وكان نديما لا يمل له محاضرة، ولا تفي الروايات المعدة بأجوبته الحاضرة، وكان الغناء أغلب فنونه عليه، وعيونه التي لا تحصى ما ينظر منها لديه، وداخل بها رؤساء الأندلس وكبراءه، ودانى علماءه ووزراءه، وأمر أمره [ص ٣٩٩] فعلا قدره وجالس أمراءه، وكان مما جرى الفأل بتسميته ميمون النقيبة ممنون الرغيبة، ما خالل أحدا إلا سمق، ولا خالط إلا من ظن أنه من السماء وإن رمق.

وله صنعة في أصوات، منها: «٢» [الطويل]

وجفن سلاح قد رزيت فلم أمت ... عليه ولم أبعث إليه البواكيا

وفي جوفه من دارم ذو حفيظة ... لو انّ المنايا أنسأته لياليا

والشعر للفرزدق، والغناء فيه في ثقيل الرمل.

وكذلك صوته: «٣» [المنسرح]

يا ليلة بت في دياجيها ... أسقى من الراح صفو صافيها

ما تشتهي العين أن ترى حسنا ... إلا رأته في وجه ساقيها

<<  <  ج: ص:  >  >>