شاعر وصّاف، وبطل (١٠٦) يقدّم على الأوصاف، ومتفنّن ذلّلت عناقيده للقطاف، وحلّلت مدامته والسّاقي قد طاف، وطلعت دراريه وما أكنّتها الأسداف، وبرزت درره وما ولدها البحر ولا خبّأتها الأصداف.
وكان يظهر التّهتّك وليس كفاك، ويشهر الغرام وما هو على ذاك. يتخيّل في كلّ طور حبيبا ما رآه، وجوى ما أقلّه ولا واراه.
ومن بدائعه التي سبرها، ومحاسنه التي في كلّ حفظ سيّرها، وفي كلّ لفظ صوّرها، ما أنشده له ابن سعيد، وهو:[الطويل]
وقالوا قصير شعر من قد هويته ... فقلت دعوني لا أرى فيه مخلصا
محّياه شمس قد علت غصن قدّه ... فلا عجب للظّلّ أن يتقلّصا
وأنشد له:[الكامل]
عاينت في الحمّام بدرا مشرقا ... يرنو بمقلة شادن مذعور
يرخي ذوائبه على أعطافه ... فيريك ظلا لاح فوق غدير
ومن بديع قوله:[الكامل]
وافى إليّ مع الظّلام مسلّما ... فلقيت منه نضرة وسرورا
غصنا رأيت النور منه بثغره ... فضممته وقرأت منه النورا