للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن شرويز «١» ، وقاضي القضاة حسام الدين الغوري من خاصة أهل الاصطفاء، فلما دارت على موسى قان وعلي باشا الدائرة، وطلّت دماؤهما في ثورة تلك الثائرة، تسحّب الوزير محمود، والقاضي الغوري، وابن الحكيم منهزمين إلى أبواب سلطاننا، فتلقاهم بنعمة، وتولاهم برحمة، ورتّب لابن الحكيم بدمشق راتب، وعينت له الربوة وأقام بها، واستطاب وطنها، وطلب الحديث واجتهد فيه، ودأب عليه وكتب الأجزاء والطباق والأثبات «٢» بخطه، ثم سافر إلى العراق لاستغلال ملكه، فلم يحصل له، لاستيلاء الخراب والأيدي العادية عليه إلا ما قل، فعاد كالخائب، ثم توجه إلى مصر [ص ٣٦٣] لحديث يستفيده ورزق يستزيده، وأقام بها مدة ثم عاد إلى العراق: [المتقارب]

ألا ليت شعري متى نلتقي ... ومن مدة الهجر كم قد بقي

لقد طال عهد النوى بيننا ... كأن التواصل لم يخلق

ومن شعره ومن أصواته: [الطويل]

لكم منّي الود الذي ليس يبرح ... ولي فيكم الشوق الشديد المبرح

وكم لي من كتب ورسل إليكم ... ولكنها عن لوعتي ليس تفصح

وفي القلب ما لا أستطيع أبثه ... ولست به للكتب والرسل أفصح

زعمتم بأني قد سلوت هواكم ... لقد كذب الواشي الذي يتنصح

١٥٧- ومنهم- كمال الدّين محمّد بن البرهان الصّوفي

موصلي الأصل، بغدادي الدار، من أهل الأقدار، ذكره النظام بالإعظام، وأشار إليه في علم الموسيقا وقال: إن له يدا طولى في معرفته، وأبلغ منه مبلغا

<<  <  ج: ص:  >  >>