الدين أبو الفرج بن رئيس الرؤساء «١» ، وقطب الدين قيماز المقتفوي «٢» وهو حينئذ أكبر أمراء بغداد فاتفقا ووضعا للطبيب على أن يصف له ما يهلكه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع منه لضعفه، ثم إنه (٥٤) دخلها وغلق عليه الباب فمات، فلما مات أحضر عضد الدين وقطب الدين:
المستضيء بالله [أبا]«٣» محمد الحسن بن المستنجد بالله «٤» وهو ثالث ثلاثي خلفاء بني العباس رحمه الله
وشرطا عليه شروطا أن يكون عضد الدين وزيرا، وابنه كمال الدين أستاذ دار (هـ) ، وقطب الدين أمير العسكر، فأجابهم إلى ذلك، ولم يل الخلافة من اسمه الحسن غيره وغير الحسن بن علي رضي الله عنهما، وبايعوا المستضيء بالله بالخلافة يوم موت أبيه بيعة خاصة، وفي غده بيعة عامة.
وفيها، سار نور الدين محمود بن زنكي إلى الموصل وهي بيد ابن أخيه غازي ابن مودود فاستولى عليها نور الدين وملكها، فلما ملكها أطلق المكوس منها،