سار الملك العادل من دمشق وقطع الفرات وجمع الملوك من أولاده ونزل حران، ووصل إليه وبها الملك الصالح [محمود]«١» بن محمد بن قرا أرسلان الأرتقي صاحب آمد وحصن كيفا، وسار الملك العادل من حران، ونازل سنجار وبها صاحبها قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي فحاصره فطال الأمر في ذلك، ثم خامرت عساكر الملك العادل ونقض الملك الظاهر صاحب حلب الصلح معه، فرحل [عن سنجار]«٢» وعاد إلى حران، واستولى الملك العادل على نصيبين، وكانت لقطب الدين محمد المذكور، وكذلك استولى على الخابور.
وفي سنة سبع وست مئة «١٤»
[عاد السلطان الملك العادل من البلاد الشرقية إلى دمشق.]
وفيها، قصدت الكرج خلاط، وحصروا الأوحد بن الملك العادل بها، واتفق أن ملك الكرج «٣» شرب وسكر فحسن له السكر أن يقدم إلى خلاط في عشرين فارسا، وخرجت له المسلمون فأخذوه أسيرا وحملوه إلى الملك الأوحد فرد على الملك الأوحد عدة قلاع (١٦٠) وبذل إطلاق خمسة آلاف أسير، ومئة ألف دينار، وعقد الهدنة مع المسلمين ثلاثين سنة، وشرط أن يزوج ابنته للملك