بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا هو السفر السابع والعشرون والأخير من كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» لشهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري الدمشقي المتوفى بها سنة ٧٤٩ هـ/ ١٣٤٩ م، وهو عبارة عن قطعة من التاريخ تبدأ بسقوط طرابلس الغرب في أيدي الفرنجة (النورمان) في سنة ٥٤١ هـ/ ١١٤٦ م، وتنتهي بسنة ٧٤٤ هـ/ ١٣٤٣ م من أيام السلطان المملوكي الصالح عماد الدين إسماعيل ابن الناصر محمد بن قلاوون، وما بين السنتين المذكورتين تنضوي جملة من تواريخ الدول التي ظهرت إبان تلك الفترة، وغمرت بأحداثها مشرق العالم الإسلامي ومغربه على حد سواء، بحيث يمكن النظر إلى هذا السفر مع ما تميز به من الاختصار، والاختصار الشديد أحيانا كدائرة معارف تاريخية «ميسرة» لتلك الدول، نشوئها وتطورها واضمحلالها.