وحدثني عنه غير واحد منهم شيخنا أبو الفتح اليعمري قال: كان ابن النفيس على وفور علمه بالطب وإتقانه لفروعه وأصوله قليل البصر بالعلاج، فإذا وصف لا يخرج بأحد عن مألوفه، ولا يصف دواء ما أمكنه أن يصف غذاء، ولا مركبا ما أمكنه الاستغناء بمفرد، وكان ربما وصف القمحية لمن شكا القرحة، والتطماج لمن شكا هواء، والخروب «١» والقضامة لمن شكا إسهالا، ومن هذا ومثله ولكل بما يلائم مأكله ويشاكلها، حتى قال له العطار الشرابي الذي كان يجلس عنده: إذا أردت أنك تصف مثل هذه الوصفات اقعد على دكان اللحام، وأما إذا قعدت عندي فلا تصف إلا السكّر والشراب والأدوية.
وحكى لي شيخنا أبو الثناء الحلبي الكاتب قال: شكوت إلى ابن النفيس عقالا «٢» في يدي، فقال لي: وأنا والله بي عقال، فقلت له: فبأي شيء أداويه؟.
فقال لي: والله ما أعرف بأي شيء أداويه!، ثم لم يزدني على هذا.
ومنهم:
١٩٠- أحمد المغربي «١٣»
شهاب الدين والد الرئيس جمال الدين إبراهيم ابن المغربي رئيس الأطباء بمصر والشام، وإليه انتهت الحشمة والاحتشام. كوكب الفضائل الطالع نيرا، والمشرق قمرا منورا.