للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له الفضل: ما أحسن ما اقتضيتنا يا أبا عبيدة، ثمّ غدا إلى الرشيد فأخرج له صلة، وأمر لي بشيء من ماله وصرفني.

وكان أبو عبيدة لا تقبل شهادته؛ لأنه كان يتّهم بالميل إلى الغلمان. قال الأصمعي دخلت أنا وأبو عبيدة يوما المسجد، فإذا على الأسطوانة التي يجلس إليها أبو عبيدة:

[البسيط]

صلّى الإله على لوط وشيعته ... أبا عبيدة قل بالله آمينا

فقال: يا أصمعي أمح هذا، فركبت ظهره ومحوته بعد أن أثقلته إلى أن قال: أثقلتني، وقطعت ظهري، فقلت له بقيت الطاء، فقال ويحك هي شرّ. حروف هذا البيت، كتبه أبو نواس. ولد في رجب سنة عشر ومئة، وقيل غير ذلك، والأول أصح لأنه سئل متى ولدت" فقال: قد سبقني إلى الجواب عن مثل هذا عمر بن أبي ربيعة، وقد قيل له متى ولدت؟

فقال: في الليلة التي مات فيها عمر بن الخطاب، فأي خير رفع، وأي شرّ وضع؟ واني ولدت في الليلة التي مات فيها الحسن البصيري، فجوابي جواب عمر بن أبي ربيعة. وتوفي سنة تسع ومئتين، وقيل غير ذلك بالبصرة، وكان سبب موته أن محمد بن القسم بن سهل البوسجاني أطعمه موزا فمات منه، ثم أتاه أبو العتاهية فقدم إليه موزا فقال له: ما هذا يا أبا جعفر؟ قتلت أبا عبيدة بالموز، وتريد أن تقتلني به، استحليت قتل العلماء.

ومنهم:

٣- إسحاق بن مرّار الشيباني «١٣»

مولاهم أبو عمرو النحوي اللغوي صاحب العربية كوفي، نزل بغداد. عرف القبائل بتفضيلها، ركب قفار الفقار «١» وقرأ أسفار الأسفار، وولج البوادي ولجّ حتى جفّت في فم

<<  <  ج: ص:  >  >>