للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل كان من خاصة الأعسر، فلم يقدر على منازعته بالشرع ولا بغيره، ودخلنا عليه بكل أحد فلم ينزل لنا عن البيع، فذهبت أنا وأمي إلى الشيخ نجم الدين، وكنا لا نعرفه، ولكنا نسمع بخبره، ونعرف مكانته عند الناس، فحدّثناه لعلّه يكلّمه، أو يكلّم الأعسر لنا، فقال:

أما الأعسر فإني لا أعرفه، وأما هذا الرجل فأحدثه. ثم قام معنا حتى أتيناه، فقلنا له: هذا هو.

فسلّم عليه، ثم قال: من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه، وهؤلاء أحق بهذه الدار، والله قد قدّمهم للجوار وللخلطة، فدعها لهم. فقال: قد تركتها لهم- وما كان والله يعرفه- فذهبنا، فأتينا بالدراهم، ولم نبرح حتى تكاتبنا، وتسلّمنا المبيع، وأراحنا الله من ضرر جواره.

ثم إن ذاك الرجل كان يقول: والله ما أعرف كيف سحرني ذاك الشيخ؟. ولا يزال نادما على الإجابة للبيع.

توفي رحمه الله تعالى [.........] «١»

ومنهم:

٧٦- علي السّقباويّ

الكردي الأصل، رجل عرف عرفانه، وألف السهر حتى جفت النوم أجفانه، وكان بطل كتائب، ورجل لقاء لا يخطي له صوائب.

كان يسكن بالمدرسة العزيزية «٢» شمالي الكلّاسة، جوار جامع دمشق، في بيوت الداير الفوقاني.

وله كرامات ظاهرة، وأمور باهرة:-

منها: ما حدّثني به زين الدين عمر المشرف رحمه الله تعالى قال: كان أيدمر مملوك الصاحب عز الدين بن القلانسي قد أخذ بيتا من بيوت هذه المدرسة التحتانية، فأشرف عليه الشيخ يوما فرآه في ذلك البيت بكلوته «٣» ولباس الجندية، فسأل عنه؟ فقيل له: هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>