للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

١٣- إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سليمان القالي «١٣»

اللغوي مؤلف غرائب سهل مساغها وحجل أرساغها، فردّ منها ما ندّ، وأقبل ما صدّ.

ربى في ظلّ دوحة فرعاء، وأهل أمانة واستدعاء، فحلّق قشعما، وقشع من عمى، فكفى النوازغ، وكفل الأهلة البوازغ، ودجت الشبهة فكشط جلدتها، وحفظ المعاني وجدّتها، فسالت العلوم بالمذانب، وسارت بالمقالب، وجلس جلوس الشيوخ في ثبات «١» المراتب، وجرى جريا قصرت دونه خطا الأرانب، وطار من مشرق الشمس إلى مغربها، وأتى ملوك تلك البلاد بأدبها، وكان بأماليه للجحور مالئا وللثغور كالئا «٢» ، إلا أنه هجر أوطانه ساليا، وترك بلاده، فلا عجب إن قيل قاليا. هذا إلى سعة معارف، وسمعة عوارف. جازبها البلاد برّا وبحرا وأفنى من بطون الجواري وظهور الخيل بطنا وظهرا.

[قال] ابن خلكان: كان أحفظ أهل زمانه في اللغة والشعر ونحو البصريين، أخذ الأدب عن ابن دريد وابن الانباري ونفطويه وغيرهم، وطاف البلاد.

سافر إلى بغداد ثم خرج إلى الأندلس، ودخل قرطبة واستوطنها، ومولده في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين ومئتين، وتوفي في ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلثمئة ليلة السبت لست خلون منه «٣» .

<<  <  ج: ص:  >  >>