والصالح إسماعيل صاحب دمشق والمنصور إبراهيم بن شير كوه صاحب حمص وصاحبة حلب متفقون على عداوة الملك الصالح أيوب صاحب مصر، ولم يوافقهم المظفّر صاحب حماة على ذلك وأخلص في الانتماء إلى صاحب مصر.
وفيها اتفقت الخوارزمية مع المظفّر غازي بن الملك العادل بن أيوب صاحب ميّافارقين.
وفي شعبان منها، أصاب صاحب حماة الفالج وهو جالس بين أصحابه بقلعة حماة، وبقي أياما لا يتكلم ولا يتحرك، وكان ذلك في أواخر السنة، وأرجف الناس بموته، وقام بتدبير الدولة مملوكه وأستاذ داره سيف الدين طغريل «١» ، ثم خف مرض الملك المظفّر وفتح عينيه وصار يتكلم باللفظة واللفظتين لا يكاد يفهم، وكان العاطب الجانب الأيمن منه، وبعث إليه الصالح أيوب طبيبا حاذقا نصرانيا يقال له النفيس بن طليب ولم تنجح فيه المداواة، واستمر على ذلك إلى أن توفي بعد سنتين في ذي الحجة.
(و) فيها، توفي الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن الملك العادل بن أيوب «٢» بأعزاز وهي التي تعوضها عن قلعة جعبر، ونقل إلى حلب فدفن بالفردوس، وتسلم نواب الملك الناصر يوسف صاحب حلب قلعة أعزاز وأعمالها.