وتحلل منه الرطوبات، وهي أشد الأشياء موافقة للبواسير وتنفع من نتوئها «١» ، وتسكن وجعها بالتضميد وإدمان أكلها.
ريباس «٢»
ليس منه شيء لا بالمغرب ولا بالأندلس البتة، وهو كثير بالشام وبالبلاد الشمالية. وهو كأضلاع السّلق، ولها خشونة. قال إسحاق بن عمران: بقلة ذات عساليج «٣» غضّة، حمراء إلى الخضرة، ولها ورق كبار عراض مدوّر، طعم عساليجها حلو بحموضة، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية، ويدل على ذلك حموضته وقبضه، فلذلك صار مقوّيا للمعدة دابغا لها وقاطعا للعطش والقيء.
وربّ الريباس صالح للخفقان والقيء والإسهال الكائن من الصفراء، مقو للمعدة مشّه للطعام. وربّه فيه حلاوة وحموضة غير مضر منه، وإنما يستخرج من عسالة «٤» هذه البقلة بأن تدق وتعصر وتطبخ حتى يصير له قوام وهو بارد يابس.