وقال أرسطو «١» : إن الياقوت حجر صلب، شديد اليبس، رزين «٢» صاف، شفّاف، مختلف الألوان؛ وأصل ذلك كله ماء عذب صاف وقف في معادنها بين الحجارة الصلدة زمانا طويلا، فغلظ وصفا وثقل، وأنضجته حرارة المعدن بطول وقوفه، فيصير صلبا لا تذيبه النار لقلة دهنيته، ولا يتفتت لغلظ رطوبته، بل يزداد لونه حسنا وصفاء، ولا تعمل فيه المبارد لصلابته ويبسه، إلّا الماس والسّنباذج. ومعدنه بالبلاد الجنوبية عند خط الاستواء.
وزعموا أن من تختّم به، ووقع في بلده طاعون ووباء، لم يتعلق به، وسلم منه، ونبل في أعين الناس، وسهلت عليه أمور المعاش.
وقيل إنه يمنع الماء من الجمود. [و] من ترك تحت لسانه حجرا من الياقوت الأرزق أمن من العطش في شدة هيجان الحر الشديد، خاصية فيه، لتبريده الكبد.
يشب «٣»
ويقال يشف. قال ديسقوريدوس في الخامسة: أناسيس «٤» زعم أنه جنس من الزبرجد، ومنه ما لونه شبيه بلون الزبرجد، ومنه ما [يكون] لونه شبيه بلون الدخان، كأنه شيء مدخّن. ومنه ما فيه عروق بيض صقيلة؛ ويقال له