للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أيضا له والشعر والغناء في السيكاه: [الوافر]

عليل الشّوق فيك متى يصحّ ... وسكران بحبّك كيف يصحو

وأعجب أن يكون له شفاء ... فؤاد من لحاظك فيه جرح

وبين القلب والسلوان حرب ... وبين الجفن والعبرات صلح

مزحت بحبّكم يا صاح جهلا ... وكم جلب السّقام عليّ مزح

١٣٩- ومنهم- الخروف

من ندماء الملك المنصور صاحب جماعة ومغانيه، واهل الحظوة الذي لم يكن فيها أحد يدانيه، والنجب الذي أدناه من صاحب البخت لبلوغ أمانيه، وكان من نجوم مجلسه الطالعة، وغصون حضرته اليانعة، وجلساء مدامه وأخصاء ندامه، وكان سري الخلائق يدمث عطف النسيم، ويبعث النشوة في شمائل النديم، أصله من مدينة درع «١» ، وقدم دمشق وبرع، وعدّى المنتهين في الغناء من أول شرع، وكان جلاء البصر، وسراج هم الخاطر إذا انحصر، خدم البيت الأيوبي واقتاد بهم الخط الأبي، ومن أصواته: [ص ٣١٧] [الكامل]

إن غاض دمعك والركاب تساق ... مع ما بقلبك فهو منك نفاق

لا تحبسن ماء الجفون فإنّه ... لك يا لديغ هواهم درياق

واحذر مصاحبة العذول فإنّه ... مغر وظاهر عذله «٢» إشفاق

لا يبعدن زمن مضت أيّامه ... وعلى متون غصونها أوراق

أيام نرجسنا العيون ووردنا ... غضّ الخدود وخمرنا الأرياق «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>