٢٢- القطب المصريّ وهو: إبراهيم بن عليّ بن محمّد السّلميّ أبو إسحاق «١٣»
الإمام قطب الدين، وكان قطب دائره، ومركز شهب سائره، ومظهر عجائب، ومشهر غرائب، ومبين فضائل، ومفنن خمايل، وآية فضل تدرس ومعالمها واضحة، وعلومها ناضحة، وهو- وإن كان من الغرب مرماه- فإن في المشرق منماه وهكذا صاحب تاريخ الأطباء سماه، وما عدا في هذا واجبا، ولا نكب عن الحق جانبا، إذ كان إنما استفاد المشرق، وغاية العلم الذي به ذكر، والفضل الذي عليه قصر.
قال ابن أبي أصيبعة:" أصله مغربي، وأتى مصر، وأقام بها مدة، ثم سافر إلى بلاد العجم، ولقي الإمام الرازي فلزمه، واشتغل عليه، واشتهر هناك، وكان من أجلّ تلاميذ ابن الخطيب وأميزهم.
وصنف كتبا كثيرة في الطب والحكمة، وشرح الكليات بأسرها «١» ، قال:
" ووجدته في كتابه هذا يفضّل المسيحي وابن الخطيب على ابن سينا".
وهذا نص قوله، [قال] " والمسيحي أعلم بصناعة الطب من أبي علي، فإن مشايخنا كانوا يرجحونه على جمع عظيم ممن هم أفضل من أبي علي في هذا الفن".
وقال أيضا:" عبارة المسيحي أوضح وأبين مما قاله الشيخ، وغرضه في كتبه