٩٢- ابن بطلان، أبو الحسن المختار بن عبدون بن سعدون ابن بطلان النصراني «١٣»
طبيب مكمّل، وأريب مؤمّل، وأديب يدل عليه شعره من يتأمّل رشق الكلام، شرق الضياء في الظلام، شرق عدوه بمائه وصفق وما أفاق إلا بأسمائه، وكان على إصراره على نصرانيته التي انتصر لخذلانها، وهصر غصون الإخاء لخلانها، معروفا بمروءة طال به جلبابها، واتسع لكل طالب علم وندى بابها.
قال ابن أبي أصيبعة فيه «١» :" كان قد اشتغل على ابن الطّيّب «٢» ، وقرأ عليه كثيرا من كتب الحكمة وغيرها، ولازم ابن زهرون، واشتغل عليه، وكان معاصرا لابن رضوان الطبيب [المصري] ، وكانت بينهما مراسلات عجيبة، وكتب غريبة، ولم يؤلف واحد منهما كتابا ولا ابتدع رأيا إلا ردّ الآخر عليه وسفّه رأيه فيه!.
وسافر ابن بطلان يريد مصر ليرى ابن رضوان «٣» ، فمرّ في طريقه بحلب،