«١» حدّثني الفقيه عبد الله الزيلعيّ ومن معه من الفقهاء أنّ مملكة أوفات طولها خمسة عشر يوما، وعرضها عشرون يوما، بالسّير المعتاد، وكلّها عامرة آهلة بقرى متصلة وبها نهر جار [وهي]«٢» أقرب أخواتها إلى الديار المصرية وإلى السواحل المسامتة لليمن، وهي أوسع هذه الممالك أرضا، والأجلاب إليها أكثر لقربها من البلاد.
وملكها يحكم على الزّيلع، والزّيلع اسم ميناء التجار الواردين إليها، وهو في وقتنا اليوم شافعيّ المذهب وغالبها شافعية.
وعسكرها خمسة عشر ألفا من الفرسان، ويتبعهم عشرون ألفا وأزيد من الرّجّالة، وهم يركبون الخيل عرايا بلا سروج، وإنما يوطئون لهم بجلود مرعز حتى الملك، وخيلهم عراب، وفي غالب الأوقات ركوبهم البغال، والملك عندهم أو الأمير يعدّ من حشمته إذا ركب بغلة (أن) يردف خلفه غلامه على كفل البغلة، وأما إذا ركب فرسا فإنه لا يردف أحدا عليه.
ويسمى الملك عندهم فاط، والملك يعتصب على رأسه بعصابة من حرير تدور بدائر رأسه، ويبقى وسط الرأس مكشوفا.
وأما الأمراء والجند فتعصّب رؤوسهم بعصائب من قطن على مثل هذا الوضع، ولا