بذلك إلى الظاهر، ثم أضيف إلى الشيخ خضر أقوال أخر، ورتبت له ذنوب لم تكن، وكان منه ما كان.
ورأيت أنا في أوراق عمي- رحمه الله- نسخة المطالعة التي كتبت في ذلك، وفيها عظائم، ومما قيل فيها، وهذه المرأة باقية في عصمة الصاحب تاج الدين، لأنهم لم يكونوا علموا بإيقاع الطلاق عليها.
ومنهم:
٦٩- يوسف بن نجاح بن موهوب، أبو الحجّاج الزّبيريّ المعروف بالفقّاعيّ «١٣»
علا بعز الطاعة، وغالب رأي النفس فأطاعه، وأزمع على الرحيل فجمع له أهبته، وأجمع له وثبته، واستعدّ ليوم العرض، وأعدّ لجنّة عرضها السماوات والأرض، وملاحظة الحق تعينه، وتحقق له ما يستبينه، فتقدّم ولم يتأخّر، وقدّم لله لا لمفخر، وركض به عمله محضرا، وسره يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً
«١» ، فلم ير أضاليل الدنيا إلا مهوما، ولا رئي على غروراتها محوّما.
أصله من قرية من قرى" نابلس" تعرف ب" عقربا" وله بها زاوية، وكان يتردد إليها في كثير من الأوقات، بعد أن قدم دمشق. «٢»
وله زاوية ورباط بالقرب من الجامع الأفرمي بناهما له الأمير جمال الدين موسى بن يغمور. وكان كثير العبادة والزهد، حسن التربية، كريم الأخلاق، لطيف الحركات، كثير التواضع، ليّن الكلمة، من المشايخ المشهورين بالعرفان، ولكثير من الناس فيه عقيدة صالحة.