أراكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة افرنقعوا عنّي، فقال رجل، إنّ جنيّه هذا يتكلم بالهندية، توفي سنة تسع وأربعين ومئة قبل أبي عمرو «١» بخمس سنين.
ومنهم:
٤- عبد الحميد بن عبد المجيد أبو خطاب الأخفش الكبير «١٣»
مسرج حدوه ومبهج جلوه، امتدّت أفياؤه، واعتدت للمحاسن أحياؤه، وتحصّنت ربائبه في كناسها، وتحسنت في أجناسها، وضاءت في الليل البهيم، وضاعت في ربا الروض النسيم، وأتت مسرج طرف ومطمح رجاء من صرف، وكان لا يخلو مجلسه من منتدين، ويكنسه من ضلال للمهتدين، هذا وهو أحد الأئمة الذين يهدون، وأعلام الأئمة الذين يهتدون. وكان بحرا لا النوء بعض نبقه «٢» تسد ولا يجاريه إلا بغير غمام وإطناب برقه، وأخذ عن أبي عمرو بن العلاء وطبقته وأخذ عنه أبو عبيدة، وسيبويه والكسائي ويونس ابن حبيب، وكان ديّنا ثقة ورعا. قال المرزباني، هو أول من فسّر الشعر تحت كل بيت منه، وما كان الناس يعرفون ذلك قبله؛ وإنما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها.
وحدّث الأصمعي، قال وقف أبو الخطاب على أعرابي يريد الحج، فقال، أتقرأ أشياء من القرآن قال نعم. قال فاقرأ، قال:[الطويل]
فإن كنت قد أيقنت أنك ميّت ... وأنك مجزيّ بما كنت تفعل
فكن وجلا من سكرة الموت خائفا ... ليوم به عنك الأقارب تشغل