يتولد جميع أصناف الزاجات من أجزاء أرضية محرقة، ومن أجزاء مائية، إذا خلط بعضها ببعض اختلاطا شديدا، وبسبب الحرارة الزائدة (١٢٥) التي توجد في دخانيتها، إذا اختلطت بالأجزاء المائية، تحدث فيها دهنية، فتصير قابلة للذوبان، ولهذه يوجد في الزجاج ملحية كبريتية وحجرية، فمن حيث وجد في الأجزاء المائية والأجزاء الأرضية المحترقة وجد فيها ملحية؛ من حيث إن الحرارة أنضجتها، حتى حدثت فيها دهنية، وجدت فيها كبريتية؛ ومن حيث إن الماء والتراب انعقد بحرارة الشمس وجد فيها حجرية.
وأما اختلاف ألوان الزاجات بحسب اختلاف المعادن، فما كان في معدنه قوة الحديد أغلب والحمرة والصفرة غلبتا عليه، وإن كان في معدنه قوة النحاس فالغالب عليه الخضرة. ومنهم من قال: تتولد الزاجات من الزئبق الميت، والكبريت الأخضر، وألوانها الأحمر والأصفر والأسود والأبيض. أما الأبيض فيسمى السوري «٢» وهو أعز الأنواع، يجلب من نواحي قبرس، والأخضر يسمى القلقطار «٣» والقلقند «٤» ، وهو حلو الطعم، والأصفر زاج الحبر، وهو إذا كسر وسطه كالصمغ «٥» ، وهذا أجود الأنواع، وزاج الصباغين والأساكفة، والذي تظهر فيه عيون. وأحسن الأنواع الأبيض الشب الذي يجلب من بلاد جيلان»