أواخيه «١» ، قال الغرناطي: وأمه أم أخيه البيضاء، وكان أسمر أعين أكحل مصفرّ الوجه، خفيف العارضين، قلت: وكان سيفا مخذما وصلا أرقما، ونسرا قشعما، مشمرا عن ساق، مشددا بعزائم لا يحل عليها نطاق، وكان وقورا حسن السمت، محسن التكلم والصمت، حنكته التجارب، وحركته لبلوغ المآرب، وتسويغ للشارب، [ص ٣٠] كان بأشبيلية، فأرسل إليه بعد مقتل أخيه، فجاء فعقدوا له البيعة يوم الثلاثاء، ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربع مائة، فأقام ثلاث سنين وأربعة أشهر وعشرين يوما، ثم خلعه ابن أخيه يحيى بن علي بن حمود وكان سبب خلعه أن يحيى بن علي، كان ولي عهد أبيه، وكان أبوه قد ولاه المغرب، فلما مات أبوه بقرطبة، دعا البربر أخاه القاسم بن حمود، وأدخلوه إلى القصر وبايعوه، فأنف ولي العهد يحيى من ذلك وتظافر هو وأخوه إدريس واتفقا على أن يعبر يحيى إلى الأندلس، طالبا لحقه راغبا في التلطف له بحذقه، فعبر البحر إلى أشبيلية سنة أربع عشرة «٢» وأربع مائة، ثم سار إلى قرطبة ففرّ منها القاسم والمأمون، ودخل يحيى قرطبة، وبويع له بعهد أبيه، وخطب له بها، ثم اضطرب عليه البربر، ففر من قرطبة إلى مالقة، ورجع عمه القاسم إلى قرطبة وجدّدت له البيعة، ثم رجع يحيى ففرّ أمامه القاسم من قرطبة إلى أشبيلية، فأقام بها إلى [أن] أخرجه منها أبو القاسم محمد بن عباد إلى شريش فملكها، فأتاه يحيى وحاصره، وظفر به وسجنه بها وتخلص الأمر ليحيى.
٢١- ذكر دولة المعتلي أبي إسحاق يحيى بن عليّ بن حمّود «٣»
وقيل يكنى بأبي محمد، وأمه لبونة بنت محمد بن الحسن بن فنون