قمر سماء، ورقم عذار ظلّ في وجنة ماء، ونوء حكمة ما تقشع سحابها، ولا توشع بغير مطرف الفضائل سحابها، أتى مجلس الرئيس ابن سينا وحضره، وشاهد سيما سمته ونظره، وكان يعدّه فيمن أدركه ويعدّ من العلم له ما تركه، ويطوي في حفظه من علمه البارع ما نشره، ويأخذ منه إلا أنه أخذ شره ولم يكن مثله في تعديل قوي ممتزجة، وملاطفة بعلاج موافق لا تنفر منه الأمزجة.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان سيد وقته وأوحد زمانه، مشهورا بالجودة في صناعة الطب، محمود الطريقة في أعمالها، فاضلا فيها، حسن المعالجة، جيد المداواة، متميزا عند الملوك.
وحكي عن الخسرو شاهي أن ابن سينا لحق أبا منصور وهو شيخ كبير، وكان يحضر مجلسه ويلازم دروسه، وانتفع به في علم الطب.